الأحد، 8 يوليو 2012

بسم الله الرحمن الرحيم


 
القدس عاصمة فلسطين
و لا أعترف بدولة إسرائيل
 
 هدا العمل خالصا لوجه الله وحده

لا تنسوا دعاء لي و لوالدي
و للمسلمين أجمعين

اللهم نصر لإسلام و أعز المسلمين
 
 
 
 
 

يسرني أن أقدم لكم أخوتي في دين هده الباقة العطرة من الروابط جاهزة لتحميل دروس و خطب الشيخ الجليل عبد الحميد كشك رحمه الله

 الرابط لأول

موقع يحتوي علي الملفات الصوتيه للشيخ عبد الحميد كشك
للاستعمال – انقر على رابط الموضوع المراد تحميله بالجانب الايمن من الفاره و اختار SAVE Target As ثم احفظ الملف في مكان تعرفه. ثم استعمل Windows Media Player للاستماع للملف الصوتي
– للاستماع المباشر انقر على رابط الموضوع بالجانب الايسر من الفاره
اخر تحديث: 28 يوليو 2005

 أنقر هنا

 

الرابط الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

 أنقر هنا




 

 


الأحد، 17 يونيو 2012

من هو الشيخ عبد الحميد كشك؟

الشيخ عبد الحميد كشك

الشيخ كشك آخر شيوخ السياسة تحدى كل رؤساء مصر ورفض أموال الخليج
هُنا مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم
البِرُ لايَبْلَى والذَنْبُ لايُنْسَى والدَيْانُ لايموت
إعْمَل ماشِئت فكما تَدِينُ تُدان

الشيخ عبدالحميد كشك جمع أغلب المميزات التى يريدها المصريون.. شيخ أزهرى يهاجم رأس الدولة ويسخر من المشاهير ويروى النكتة ببراعة ولا يقرأ خطبه من كراسة وزارة الأوقاف ومن القلائل الذين رفضوا أموال الخليج

* كثيرون اختلفوا مع جانب كبير من أفكاره وعابوا على حدته وتشدده وحالة الاحتقار التى تعامل بها مع الفن والفنانين ولكن ذلك لا يمنع أبدا كونه أستاذ الخطابة

13 عاما مضت والمنابر فى مصر بشكلها الذى عهدناها عليه فى المساجد، أو بصورتها التى أصبحت عليها بعد ظهور الفضائيات، مازالت تبحث له عن خليفة.. عن الشيخ السياسى الشعبى، منذ وفاته فى ديسمبر من عام 1996 والناس فى الشارع- حتى الذين اختلفوا معه- تفتش بين ذقون شيوخ السلف، وعمائم شيوخ الأزهر، وميكروفونات الدعاة الجدد عن رجل مثله، لا يتكلم فى الدين بغير علم، ولا يخطب فى الناس بملل، ولا يخشى من تهديدات ضباط أمن الدولة، ولا يتلو آية «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم» فى أيام المظاهرات والانتخابات عمال على بطال.

صحيح أن كثيرين اختلفوا معه ومع جانب كبير من أفكاره، وصحيح أن التيارات الإسلامية المختلفة بإخوانها وسلفها وأزهرها لم يجتمعوا عليه، وصحيح أن كثيرين عابوا حدته وتشدده وحالة الاستحقار التى تعامل بها مع الفن والفنانين فى كثير من الأحيان،

ولكن ذلك لم يمنع أحدا من خصومه الشرفاء أو محبيه أن يعتبره أستاذ الخطابة، لم يمنع كل ذلك من هاجموه وكرهوه وأحبوه ودعوا له أو عليه أن يحزنوا لرحيل الشيخ عبدالحميد كشك الذى مرت ذكرى وفاته الأحد الماضي فى هدوء، لا يتناسب أبدا مع حجم الصخب والجدل الذى أثاره الرجل على مدار 35 سنة من الدعوة، مازالت خطبه المسجلة وكتبه تستكملها حتى الآن.

لا أعرف إن كنت قد اندهشت وأنا أخبرك فى السطور السابقة أن الكثير من خصوم الشيخ كشك أو المختلفين معه قد حزنوا أم لا؟.. لكن يجب أن تعرف أن هذا الحزن لم يكن حزنا على فقدان شخص الشيخ عبدالحميد كشك، بقدر ماكان حزنا على فقدان نموذج لرجل الدين القوى الذى يدخل الشرف فى تكوينه الروحى، ويرفض تركيبه النفسى والجسمانى كل أنواع الظلم والقهر والكذب، وتخجل يده من أن تعانق السلطة، ويتعفف لسانه عن أن ينافق الدولة، أو أن يقرأ خطبه من كراسة وزارة الأوقاف، أو حسب تعليمات الفضائية التى تمنحه حق الظهور على الهواء مباشرة.

رجل دين مثل هذا، كان فى معظم خطبه وآرائه، حتى المتشدد منها، رافضا لفكرة الدولة الدينية، ومشجعا للديمقراطية والحرية المسئولة، هو حلم لأى فرد ولأى شعب مهما كانت ديانته، فالناس كثيرا مايحلمون برجل دين لايخشى فى خالقه لومة لائم، والشيخ كشك رغم غلو بعض آرائه وسخريته التى كانت تصل إلى حد الشتائم المغلفة على المنبر، لشخصيات مثل أم كلثوم وعبدالحليم كان واحدا من هؤلاء الذين حظيت بهم مصر على فترات زمنية متباعدة، وكان مصيرهم دائما مكانة عالية فى قلوب الناس، ومطاردة مستمرة من السلطة، ومن الشيوخ الذين ارتدوا عباءة السلطان واستحموا بأمواله.

هنا وفى تلك المنطقة الخاصة بالسياسة، وكلمة الحق، والشجاعة ،والقدرة على جذب الناس والتأثير فيهم، كان اسم الشيخ عبدالحميد كشك يلمع كواحد من الخطباء ورجال الدين المشهود لهم بالنزاهة، وقوة الحجة، وحلاوة الصوت والأداء، كان حالة خاصة وكان تقبل الشعب المصرى المعروف عنه وسطيته لشخصيته بكل شوائبها شيئا مدهشا، ولا تفسير له سوى أن الناس فى الشارع صدقت هذا الرجل، وأن الشيخ كشك نفسه سحر الناس بامتلاكه زمام الكلمة، وشجاعته فى استخدامها،

فلم يكن من الصعب أن تتقبل بلد تعشق خلط كل ما هو دينى بكل ما هو سياسى شيخا مثل الشيخ كشك، لا تخلو خطبة له من هجوم صريح وواضح على أحد رجال الدولة، لم يكن من الصعب على شعب يمتلئ تاريخه بنماذج مختلفة لرجال دين، أصبحوا أبطالا بالخطب السياسية لا بالفقه ولا الفتوى، أن يمنح الشيخ عبدالحميد كشك كل هذه الشهرة، وكل هذا الانتشار، وكل هذا الاستمرار الذى يتجسد فى حالة الاستدعاء الدائمة لسيرة الشيخ أو خطبه، كلما ظهر أحد المشايخ الجدد وهو يتحدث فى كل شىء إلا ماله علاقة بأمور الحكم والسياسة، أوكلما ظهر أحد مشايخ السلف ليتلو آيات المبايعة وطاعة ولى الأمر على شعب مكوى بنار مسئوليه وحكامه، أو كلما شاهدوا إحدى العمائم الأزهرية وهى تشدو شعرا فى وجه الحكام، بدلا من كلمة الحق التى يجب أن تقال فى وجه كل جائر.

جزء كبير مماحصده الشيخ عبد الحميد كشك من شهرة وحب، يعود إلى تلك النقطة، إلى عشق المصريين للسياسة، وافتتانهم بكل جرىء وشجاع، فمابالك والشيخ كشك صرخ واعتقل فى زمن الستينيات والسبعينيات، حيث كانت الوشوشة فيه كافية بأن تذهب بصاحبها وبالأذن التى سمعته إلى ماوراء الشمس، وهو ما حدث مع الشيخ كشك مرتين، الأولى كانت عام 1965، وظل بالمعتقل لمدة عامين ونصف العام، تنقل خلالها بين معتقلات طرة وأبوزعبل والقلعة والسجن الحربى، وتعرض لتعذيب قاس، ولكنه رغم كل ذلك خرج من السجن ليعود إلى وظيفته كإمام لمسجد عين الحياة، على عكس ما حدث فى المرة الثانية التى اعتقل فيها ضمن اعتقالات سبتمبر 1981، وتم الإفراج عنه فى عهد الرئيس مبارك، ليجلس فى بيته مجبرا فى إشارة لا معنى لها سوى أن خصومة زمن عبدالناصر والسادات كانت من نوع آخر يدل على قوة الدولة، وعدم خوفها من داعية أو شيخ، على عكس ماحدث فى عصر الرئيس مبارك ومازال يحدث الآن مع شيوخ ودعاة مثل وجدى غنيم، وعمرو خالد، وعمر عبدالكافى، ويوسف القرضاوى.

وللإنصاف لا يمكن أن نحصر ما جمعه الشيخ كشك من شهرة وانتشار فى خانة السياسة فقط، فالرجل جمع أغلب المميزات التى يريدها المصريون أو العرب والمسلمون عموما فى رجال الدين.. أولها كارت المرور الأزهرى الذى كان يفتح أبواب الاطمئنان فى قلب كل مسلم، فهو خريج كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وهو الطالب المتميز الذى يحصل على المركز الأول طوال سنوات الدراسة، والذى عين معيداً بكلية أصول الدين عام 1957، ولكنه فضل الخطابة والدعوة والدراسة ولبى نداء المنبر فعمل إماماً وخطيباً بمسجد الطحان بمنطقة الشرابية بالقاهرة، ثم انتقل إلى مسجد منوفى بنفس المنطقة، وفى عام 1962 تولى الإمامة والخطابة بمسجد عين الحياة، بشارع مصر والسودان بمنطقة حدائق القبة بالقاهرة. وظل فى هذا المسجد حوالى 20 عاما، ليبدأ انتشاره الشعبى عام 1972 بخطب مكثفة، ساهمت بصورة واسعة فى حضور حشود هائلة من المصلين، ليأتى عام 1976 كسنة فاصلة فى تاريخ الشيخ كشك، حيث بدأ فى تلك السنة حالة الاشتباك السياسى والاصطدام بالسلطة، خاصة بعد معاهدة كامب ديفيد، وبدأت خطبه تتهم الحكومة بخيانة الإسلام، وتستعرض صور الفساد فى مصر من الناحية الاجتماعية والفنية والحياة العامة.

وما بين شجاعته وعلمه، بقيت تفاصيل حياتية صغيرة شاركت فى صياغة تلك الأسطورة التى تحمل اسم الشيخ كشك، فقد كان الرجل نموذجا آخر لرجل الدين الذى إذا حاولت أن تضع الشيوخ المنتشرين على الساحة فى مقارنة معه، لأصبت بوجع الخسارة، وحسرة ما نعانيه الآن مع هؤلاء الذين استحلوا التجارة بالدين الإسلامى، إما كسبا للشهرة أو للمال، فلا يمكن بأى حال من الأحوال مهما كانت درجة اختلافك مع الشيخ كشك ومنهجه الفكرى والدينى، أن تضع اسمه فى قائمة واحدة مع مشايخ هذا العصر، ففى الوقت الذى ينهل فيه دعاة الفضائيات من خير الفتاوى التى تصب فى مصلحة المسئولين، كان الشيخ كشك حازما وصارما وواضحا فى التعامل مع أهل الحكم، فلم ينج منه الرؤساء الثلاثة عبدالناصر والسادات ومبارك، ومن معهم من مسئولين خذلوا الناس، أو سقطوا فى شرك الفساد، وفى الوقت الذى يهرول فيه دعاة هذا العصر نحو الخليج أرضا وفضائيات، تحمل الشيخ كشك مصيبته فى بصره وفقره، واجتهد وارتقى أفضل المنابر علميا، ولما جاءته أموال الخليج تطلب منه الرحيل عن مصر، رفض أن يسافر، وكان حازما حينما قال إن الخروج من مصر وترك الدعوة فيها يشبه التولى يوم الزحف، وعاش بدخله البسيط رغم أسرته الكبيرة التى تكونت من سبعة أولاد غيره وغير الزوجة، حتى بعد أن أصبح ممنوعا من الخطابة، رفض عرض وزير الأوقاف بالعودة إلى المنبر بشروط كان أغلبها يتعلق بالبعد عن السياسة، والتركيز فى خطب الإسراء والمعراج وكيفية الوضوء، رفض قائلا: «لا أصعد منبر رسول الله إلا بما يرضى الله، وما اشترطه رسول الله».

بخلاف ذلك نجح الشيخ كشك فى تحقيق حالة واسعة من الانتشار فى مختلف بلدان العالم الإسلامى، بداية من مصر والدول العربية ومرورا بمسلمى أوروبا والمسلمين فى إندونيسيا والجمهوريات الإسلامية التى كانت تابعة للاتحاد السوفيتى وماليزيا وغيرها من بلدان آسيا، فى زمن لم يكن فيه فضائيات ولا رجال أعمال، ينفقون على الدعاة مقابل الظهور بجوارهم على شاشات التليفزيون أو صفحات الجرائد،

لدرجة أن كتابا يحمل اسم «النبى والفرعون» الصادر 1984 وعن مكتبة مدبولى سنة 1988 لمؤلف أوروبى اسمه «جيلز كيبل» تمت ترجمته إلى العربية على يد أحمد خضر، ورد به فصل كامل من عشرين صفحة عن الشيخ كشك، يتحدث عن هذا الانتشار الرهيب الذى حققه الشيخ فى الدول الإسلامية المختلفة

ومما جاء فيه: (إنهم يستمعون لكشك فى القاهرة, وفى الدار البيضاء, وفى مارسيليا, فهو نجم الدعوة الإسلامية. وقد كان لكشك بالطبع مقلدوه, ولكن لم يتوافر لأحدهم أحباله الصوتية التى لا تُضاهَى, أو ثقافته الإسلامية الواسعة, وقدرته غير العادية على الارتجال, وروحه الجسور فى نقده للأنظمة, والديكتاتورية العسكرية, ولمعاهدة السلام مع إسرائيل, ولتواطؤ الأزهر).

الأسلوب وبراعة الصوت ومهارة استخدام النكتة واستحضار الإفيه وجودة اختيار الموضوع وربط الأشياء ببعضها، وخلط ماهو دينى بما هو سياسى وما هو تاريخى ببراعة.. أشياء كان لها الأثر الأكبر ولا يمكن تجاهلها كأحد أهم أسباب شعبية الشيخ عبدالحميد كشك واستمرارها حتى الآن، فالرجل هو أستاذ الخطابة بلا منازع، فمن يستطيع أن ينسى صوته وهو يجلجل بكلمته الاستهلالية الشهير (أما بعد فيا حماة الدين وحراس العقيدة.. صلى عليك ربى وسلم يا علم الهدى ما هبت النسائم وناحت على الأيك الحمائم.. ومن هنا وما أدراك ما هنا، هنا مدرسة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم).

كان للشيخ كشك بصمة واضحة فى مجال الخطابة، بصمة جعلت من أسلوبه مدرسة حاول كثيرون تقليدها ففشلوا، ويمكنك أن تراجع خطب شيوخ مثل وجدى غنيم، ومسعد أنور والشيخ محمد حسين يعقوب لتدرك ذلك على الفور، لم يستطع أحد فيهم أن يقترب من أسلوب الشيخ كشك الذى كان ينطلق فى خطبه مستخدما آيات القرآن الكريم، والحديث الشريف، مع قدرة غير عادية على التمثيل والاستشهاد بهما دون افتعال، مع براعة وسرعة فى استدعاء الشواهد الشعرية من التراث والشعر الحديث والأمثال والحكم لتدعيم آرائه وتنويع تشبيهاته، بالإضافة إلى إمكانية واضحة على استخدام التاريخ والفقه والعلوم الاجتماعية لتدعيم أطروحاته، وبناء خطوط هجومية لا تعتمد فقط على الآيات والأحاديث، كان يدمج كل ذلك بمهارة، ويلقيه على مسامع الناس مستخدما أحبالا صوتية قادرة على التنوع والتلاعب بالأحسايس والمشاعر والألفاظ دون أن تحرم الجاهل حق الاستمتاع والتعلم.

كان يفعل كل ذلك مستندا إلى عدة أشياء يمكن تلخيصها فى التالى:
1 - موهبة لا يمكن لأحد أن ينكرها أو ينكر فضلها على الشيخ كشك، فلقد أثبتت التجارب أن كل خريج أزهر ليس بالضرورة خطيبا جيدا.

2 - الكوميديا والنكتة.. وتلك النقطة تحديدا لها الفضل الأول فى تحقيق هذا الانتشار الشعبى للشيخ كشك، فنحن شعب يعشق النكتة والسخرية والشيخ كشك لم يحرم المصريين من ذلك، وملأ خطبه بكثير من القفشات والنكت التى وصل بعضها إلى حد الاستهزاء غير المقبول، وتعرض الشيخ كشك للنقد كثيرا بسببها، ففى إحدى خطبه قال: (كنا نبحث عن إمامٍ عادل قام طِلِعْلِنا عادل إمام) وفى خطبة أخرى قال عن أم كلثوم: امرأة فى السبعين من عمرها وتقول:خدنى لحنانك خدنى.. ياشيخه خدك ربنا، وقال عن عبدالحليم حافظ: هذا العندليب الأسود عندنا ظهرت له معجزتان، الأولى أنه يمسك الهوى بإيديه، والتانية أنه يتنفس تحت الماء.

وفى إحدى خطبه كان يتكلم عما يتعرض له من مضايقات أمنية فقال: (كان بيحقق معاى ضابط جديد، فقال لى: ما اسمك، فقلت: عبدالحميد كشك، فقالى: بتشتغل إيه، فقلت له مساعد طيار)

ولكى يكتمل لك الإفيه فى النكتة السابقة لابد أن تتذكر أن الشيخ كشك كان أعمى.!
<br/><br/>
3 - عدم تجاهل الأحداث.. الشيخ كشك كان نموذجا متفردا فى ذلك، فهو ليس كهؤلاء المشايخ الذين يصيبونك بالملل، وتجدهم يحدثونك عن الحيض وبأى رجل يدخل المسلم الحمام، وهل كانت النملة التى تحدثت مع سيدنا سليمان ذكرا أم أنثى، على عكس الشيخ كشك الذى كان يهتم بالحدث الذى يعيشه الناس، ولا تنتهى خطبته دون أن تشارك الناس همومهم.

4 - استغلال صوته.. راجع خطب كشك وستعرف أنك أمام مطرب يلحن كلمات خطبته بصوته، فيجذب الناس بنبرات صوته التى تتنقل ما بين الحماسة والهدوء والترغيب والترهيب والنعومة والخشونة.

5 - الشجاعة.. وكأنه كان يفهم عقل المواطن المصرى، أجاد الشيخ كشك اللعب على ذلك الوتر ببراعة شديدة، وكان يداعب مشاعر المصريين المحبة للسياسة فى كل خطبة بهجمة سياسية هنا وغمزة أمنية هناك، ففى إحدى خطبه قال ساخرا من أسماء رؤساء مصر: (حسنى مبارك، حيث لا حسن ولا بركة، أنور السادات حيث لا نور ولا سيادة) وفى خطبة أخرى كان المسجد فيها مزدحما قال: (إخونّا بتوع المباحث فى الصف الأول يتقدموا علشان إخوانهم المصلين فى الخارج) وفى خطبة أخرى قال: (اللهم صلى على الصف الثانى، والثالث، والرابع فقيل له: والصف الأول يا شيخ، فقال: ده كله مباحث يا اخونّا).

أشياء كثيرة جعلت من الشيخ كشك خطيبا مميزا، ربما تكون الخمسة السابق ذكرها أهمها، ولكن يتبقى شىء أخير ربما يكون هو أكثر الأشياء التى جعلت من الشيخ كشك أسطورة شعبية كاملة، تستدعيها الذاكرة المصرية بلا ملل، وهى الطريقة التى توفى بها الشيخ فى السادس من ديسمبر سنة 1996،حيث جاءت الوفاة بالشكل الذى يعتبره المسلمون فى كل أنحاء الأرض حسن الخاتمة الذى يمنحه الله لأحبائه ومخلصيه فقط.

توضأ الشيخ كشك فى بيته لصلاة الجمعة وكعادته، كان يتنفل بركعات قبل الذهاب إلى المسجد، فدخل الصلاة وصلى ركعته الأولى، وفى الركعة الثانية سجد السجدة الأولى وانتهى منها، ثم سجد السجدة الثانية وفيها توفى.. ويمكنك وأنت مغمض العينين أن تؤكد أن وفاة الشيخ كشك بهذه الطريقة منحته صدقا أبديا فى قلوب الناس، لأنه من الصعب لدى المسلمين أن تشكك لهم فى نية أحد مات وهو ساجد لله رب العالمين.

رحم الله الشيخ عبدالحميد كشك، الذى لم يشفع له علمه لدى الدولة، لأن تنعيه بأكثر من سطر فى صفحة الوفيات بجريدة الأهرام، نشر بعد الوفاة بيومين، وكان الله فى عون الشعب المصرى الذى فقد آخر شيوخ السياسة منذ 13 عاما ومازال حتى الآن يبحث عن رجل دين من أولئك الذين لا يخشون فى الله والحق لومة لائم!

لمعلوماتك...

* 3500 هو تقريبا عدد الأشرطة المسجلة لخطب الشيخ كشك * 108 عدد المؤلفات التى تركها الشيخ كشك وأغلبها يتناول جميع مناهج العمل والتربية الإسلامية

وقد لقي ربه وهو ساجد قبيل صلاة الجمعة في 6/12/1996 وهو في الثالثة والستين من عمره رحمه الله رحمة واسعة

نبذة عن حياة الشيخ عبد الحميد كشك رحمه الله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فالشيخ ( عبد الحميد كشك) رحمه الله، داعية وخطيب وإمام معروف، تخرج في جامعة ‏الأزهر بتفوق كبير، ومارس الدعوة والخطابة ردحاً طويلاً من الزمن، وله كتبه وأشرطته ‏المميزة التي جابت أرجاء العالم، ولا يسعنا في هذا المقام أن نتحدث عنه بالتفصيل لكن ‏نوجز سيرته في سطور:‏
‏1- ميلاده ونشأته: ولد الشيخ رحمه الله في 10 مارس 1933م في بلدة شبرا خيت ‏إحدى مراكز محافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية. ولد سليماً معافى من ‏الأمراض، ولما بلغ السادسة من عمره أصيب برمد صديدي في عينيه، وفقد بصره ‏في تمام السابعة عشرة من عمره.‏
‏2- تعليمه: التحق بجمعية تحفيظ القرآن الكريم وهو صغير بالقرية، فأتم حفظ القرآن ‏الكريم، ثم التحق بمعهد الاسكندرية الديني...
ثم تحول إلى المعهد الأزهري بالقاهرة ‏إلى أن تخرج من القسم الثانوي، وكان ترتيبه الأول بنسبة 99% ثم التحق الشيخ ‏بكلية أصول الدين، وبها أتم دراسته، وكان أيضاً من الأوائل، وتم تكريمه على ‏مستوى الجمهورية، وتم تعينه بوزارة الأوقاف إماماً وخطيباً.‏
‏3- الشيخ ورسالة المسجد: لم يكن الشيخ في مسجده يقوم بعمله على أنه موظف، ‏وإنما كان يعتبر عمله رسالة قبل أن يكون وظيفة، ودعوة قبل أن يكون مورد ‏رزق يتكسب منه، ومن ثم فقد استطاع الشيخ أن يجعل من مسجده داراً للعبادة، ‏ومدرسة للتعليم، ومعهداً للتربية، ومأوى للمحتاجين والمساكين، وسوطاً لتأديب ‏الخارجين… قال عنه (جيلز كيبل) رجل المخابرات الفرنسي: ( نجح كشك في ‏إعادة رسالة المسجد في الإسلام، حيث تحول مسجده إلى خلية نحل تكتظ بحشود ‏المصلين).‏
‏4- محنته: سجن أكثر من مرة لأجل جرأته وصدعه بالحق، وطلب منه أن يفتي بما ‏يوافق الساسة في ذلك الوقت ولكنه أبى،
ومنذ خروجه من السجن في آخر مرة ‏سنة 1982م لم يصرح له بالعودة إلى مسجده ومنبره، وظل كذلك إلى أن توفاه ‏الله.‏
‏5- من أسباب نجاحه وشهرته :
كلماته الساخرة وعبارته الطريفة، ولطف دعابته ‏ولواذع سخريته وإنك لتسمع خطبته مرات ومرات فتظل كأنك ولأول مرة ‏تسمعها*.
عدم تقليده لأحد من الناس بل كان مدرسة مستقلة بذاتها.
بلاغة ‏أسلوبه وقوة لغته وإتقانه للفصحى وقدرته على إيصال أسلوبه للناس على ‏اختلاف ثقافتهم ومعارفهم ولهجتهم.
زهده في الدنيا وبعده عن مغرياتها المختلفة ‏مما حبب الكثير فيه.
استشهاده بروائع الشعر وظريفه، وجميل القصص، وبديع ‏الأمثال.
صبره وثباته في المحنة، وشجاعته في قول الحق، والأمر بالمعروف والنهي ‏عن المنكر.‏
‏6- مؤلفاته: امتاز الشيخ بأسلوبه الأخاذ الذي يخاطب العقل كما يخاطب الوجدان ‏ويحرك العاطفة كما يحرك الشعور والإحساس، يأسر
القلوب إذا خطب، ويلهب ‏المشاعر إذا تحدث، ويحرك الدموع إذا خوف وأنذر، ويضحك الأسارير إذا علق ‏وسخر.
للشيخ عدة مؤلفات منها: فتاوى، وعدة كتب منشورة منها ( قصة أيامي ‏مذكرات الشيخ كشك) وله شرائط صوتية كثيرة جداً.‏
‏7- بعض المآخذ على الشيخ: أخذ عليه رحمه الله إيراده للأحاديث الضعيفة وقد يورد الموضوعة أحياناً.‏
‏8- وفاته: توفي في الخامس والعشرين من رجب 1417هـ الموفق 6 ديسمبر ‏‏1996م، وهو ساجد رحمه الله.
هذه بعض الملامح من سيرته ويمكن الرجوع إلى ‏مذكرات الشيخ كشك. طبعة المختار الإسلامي. ومجلة المجتمع العدد: 1230- 1231، ومجلة اللواء الإسلامي بمصر، 26ديسمبر 1996م. والله أعلم.‏

السبت، 16 يونيو 2012

قصة حياة الشيخ عبدالحميد كشك

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

 

(( قصة حياة الشيخ عبد الحميد كشك ))

هو الشيخ عبد الحميد كشك الشهير بالشيخ كشك، احتل مكانة مميزة بين الدعاة خلال الربع الأخير من القرن العشرين, وقد ذاع صيته حتى وصلت شهرته وشعبيته بين الناس إلى درجة كبيرة جدا فصار يطلق اسمه على كل مسجد يلقى فيه خطبة من خطب الجمعة, كذلك الشارع الذي كان يسكن به كان يحمل اسمه أيضاً.



تميز الشيخ كشك بإلقائه للخطب الدينية, فهو خطيب مدرسة "محمد"، وصاحب العبارة الشهيرة " أما بعد: فيا حماة الإسلام وحراس العقيدة"، تعرض الشيخ للاعتقال أكثر من مرة وعلى الرغم من هذا استمر هذا الشيخ الجليل في جهوده من أجل خدمة الدين والمسلمين، وقد تجاوزت الخطب والدروس والشرائط الـ 2000 خطبة، هذا بالإضافة لمجموعة من المؤلفات القيمة.



النشأة

هو عبد الحميد عبد العزيز محمد كشك, ولد في العاشر من مارس عام 1933م في قرية تدعى شبراخيت تابعة لمحافظة البحيرة, نشأ كشك في أسرة على الرغم من فقرها إلا أنها تميزت بالطيبة والاحترام فحرصت على تربيته تربية صالحه، وتعليمه تعليما دينيا صحيحا, تعرض كشك لمحنة مرضية شديدة نتج عنها فقدانه للبصر، ولكن لم ينل ذلك من عزيمته وجهوده بالنسبة للدعوة وطريقه الذي سلكه لخدمة الإسلام والمسلمين.



تمكن من حفظ القرآن الكريم وهو ابن 8 سنوات, وحصل على الشهادة الابتدائية بتفوق من المعهد الديني بالإسكندرية, ثم التحق بالثانوية الأزهرية, وتخرج من جامعة الأزهر فرع أصول الدين بالقاهرة، تميز كشك بتفوقه العلمي فكان الأول على مستوى الجمهورية في المرحلة الثانوية، واستمر في تفوقه في المرحلة الجامعية الأمر الذي أهله ليكون معيداً بكلية أصول الدين عقب تخرجه عام 1957م، ولكنه لم يستمر به نظراً لعشقه للمنابر وإلقاء الخطب.



كان كشك عالما وخطيبا متكلما له دروس أسبوعية في المسجد، والذي يخطب فيه فيحضر له آلاف المسلمين حتى أن الشوارع المحيطة بالمسجد تغلق ويتعذر المرور من خلالها أثناء محاضراته التي كانت تخرج من القلب فتدخل إلى القلب.



حياته

عمل الشيخ كشك خطيبا في كثير من المساجد, ففي أوائل الستينيات عُين خطيبا في مسجد الطيبي بحي السيدة زينب وكان تابع لوزارة الأوقاف, ثم عمل خطيبا أيضا في مسجد "عين الحياة" بحي حدائق القبة, وعمل به ما يقرب من 20 عاما، وكانت هذه الفترة من حياة الشيخ كشك زاخرة بالخطب والدروس التي تطرقت إلى جميع أمور دينينا العظيم.



اعُتقل الشيخ كشك في عام 1966م خلال محنة الإسلاميين في ذلك الوقت في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, وتنقل في فترة الاعتقال التي قربت من 3 سنوات بين عدد من المعتقلات مثل طرة، أبو زعبل, القلعة, السجن الحربي, وتعرض أثناء ذلك للتعذيب الشديد في هذه الفترة القاسية من حياته، وبالرغم من ذلك احتفظ بوظيفته كإمام وخطيب للمسجد, وأفرج عنه عام 1968, فعاد مرة أخرى يستعيد نشاطه لتكملة مسيرته في مجال الدعوة.



ونظراً لصراحة الشيخ كشك وجرأته كان كثير المشاكل مع الحكومة, فبعد معاهدة "كامب ديفيد" قام باتهام الحكومة بالخيانة للإسلام، وبدأ يعرض صور الفساد في البلد حتى تم اعتقاله مرة أخرى عام1981 هو وعدد من المعارضين السياسيين من رجال الدين والفكر والسياسة، وذلك ضمن قرارات سبتمبر الشهيرة في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات, ثم أفرج عنه عام 1982, ومنذ ذلك الحين مُنع من إلقاء الخطب والدروس.




أبرز الملامح التي ميزت خطبه





انتمى الشيخ كشك لأبرز مدارس الخطابة في عصرنا الحالي, وقد أثر في الخطباء الذين جاءوا بعده وذلك بأسلوبه الخطابي ومنهجه, حيث كان له أسلوب يشد المستمع إليه ويجذبه بقوة, فكان دائما يفتتح خطبه بحمد الله تعالى حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه, ثم يورد بعض الدعوات المتتالية التي يرفع بها صوته عالياً، وكأنه يُهيىء المستمعين من خلالها ويستحضر انتباههم, ثم يصلي ويسلم على نبينا محمد ويقول: "سيدي أبا القاسم، يا رسول الله، صلى عليك الله يا علم الهدى ما هبت النسائم، وما ناحت على الأيك الحمائم".



بعد ذلك تأتي عبارته الشهيرة التي يقول فيها "أما بعد.. فيا حُماة الإسلام وحراس العقيدة"، وهي العبارةُ التي تميزت بها خُطب الشيخ، ولا تكاد تخلوا منها خُطبةٌ من خطبه، والتي يكون من بعدها مدخله إلى الموضوع الذي يريد الحديث فيه بعد أن يُشير إلى الرقم التسلسلي للخطبة .



وكان يضفي الشيخ كشك جو من المتعة ويبعد السامعين عن الملل في خطبه ودروسه فنجده يقول في وسط الخطبة: "سمعوني الصلاة على النبي", أو يقول: "اللي يحب النبي يسمعني الصلاة عليه" فترتفع أصوات الحاضرين بالصلاة والسلام عليه، وبذلك يطرد الملل عنهم.



وكانت خطبه رحمة الله عليه تتميز بالشمول وليس بالانفراد في موضوع معين إلا قليل, وذلك إن دل على شيء فيدل على غزارة المعلومات وسعة الثقافة والعلم, وبهذا ينصت السامعين له إنصاتا شديداً ويكونوا في وضع خشوع حتى يرتفع صوته مرة أخرى فيقول: "أعود بكم من هناك إلى هنا، وما أدراك ما هنا، هنا مدرسة محمد".



وقد عُرف عن الشيخ كشك فصاحته وإجادته التامة للغة العربية، وأحاطته الفائقة بعلومها وفنونها، وذوقه الأدبي الرفيع الذي يتضح في جودة انتقاء الأشعار، وحُسن الإلقاء، وروعة اختيار العبارات، ودقة التصوير والوصف .



ويزيد على ذلك كله ما كان يتمتع به من ملكة الحفظ العجيبة للتواريخ والأسماء والمناسبات، وإطلاعه المستمر على أحوال المجتمع ومتابعته للأحداث أولاً بأول، وكان كثير الذكر لرسول الله "صلى الله عليه وسلم "وكان يتحدث عن معجزاته وعظمته فيقول: "كان صلى الله عليه وسلم بين الناس رجلاً، وبين الرجال بطلاً، وبين الأبطال مثلاً"، وكان يكثر أيضا من سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" ويقول عنه عملاق الإسلام.



مؤلفاته





بالرغم من منعه من إلقاء الخطب والدروس إلا انه لم ييأس أبدا فكان يقوم بتأليف الكتب التي وصل عددها إلى 115 مؤلفا في مدة لم تتعدى الـ12 عام, وكانت كتبه تتنوع ما بين قصص الأنبياء، والفتاوى، وأتم تفسير القران الكريم في كتاب بعنوان "في رحاب القران", ووصلت مؤلفاته إلى 120 كتاب، نذكر من كتبه الأخلاق الحميدة، التوبة والتوابون، إلى دعاة الحق، أهل اليقين، الخطب المنبرية، أصول العقائد وغيرها العديد من الكتب القيمة التي أثرى بها كشك المكتبة الإسلامية.



وللشيخ كشك حوالي 2000 شريط كاسيت يضم خطبه التي قام بها خلال فترة اشتغاله بالإمامة بمسجد عين الحياة

رفض الشيخ السفر إلى أي دولة عربية أخرى خلال فترة الدعوة هذا على الرغم من وجود الكثير من العروض والإغراءات، إلا أنه ذهب إلى بيت الله الحرام فقط لتأدية فريضة الحج عام 1973.

كان للشيخ كشك آراءه الإصلاحية بالنسبة للأزهر الشريف فكان يرى أن منصب شيخ الأزهر يجب أن يتم بالانتخاب وليس بالتعيين, وأن تقتصر الدراسة فيه على الكليات الشرعية وهي أصول الدين واللغة العربية والدعوة, وكان يرى أن الوظيفة الأساسية للأزهر هي تخريج دعاة يعملوا كأئمة وخطباء للمساجد التي كثر عددها في مصر, وكان ينادي بأن تكون الخطب متنوعة وليست تعبدية فقط أي تشمل جوانب الحياة المختلفة.



وفاته

جاءت وفاة الشيخ كشك رحمه الله وهو ساجد قبيل صلاة الجمعة في 27 رجب عام 1417هـ الموافق السادس من ديسمبر عام 1996م، وهو في الثالثة والستين من عمره، ومن خلال السيرة العطرة للشيخ ندعو الله أن يتغمده برحمته، وأن يجازيه خير الجزاء عن جهوده العظيمة في مجال الدعوة.